ما الذي يدفع خضر إلى المشاركة في دعم مجال العمل؟
تدفعنا ضرورة مواجهة العنف البيئي والسياسي إلى تقديم دعم فوري للمبادرات المجتمعية العاملة في هذا المجال، خصوصاً عبر مشاريع مثل “إحياء مزارع غزة”، الذي يوحّد الفنانين والممارسين الثقافيين حول قضايا السيادة الغذائية.
نعتبر دعم مجال العمل وسيلةً لتوفير مساحة للآخرين وتقديم أدوات وبنية تحتية تساعد المبادرات المحلية على النمو، وتتيح فرصاً للتعلّم والعمل الجماعي.
نلتزم بخلق مساحات للأفلام والحوارات والحضور المشترك بهدف تحفيز الخيال الجماعي، وربط القضايا البيئية والسياسية العاجلة بتجارب مكانية وجسدية تشجّع على التأمل، والتقارب الإنساني، والتفكير الإبداعي.
الهلال الخصيب
مجالات التجريب
يرتكز نهجنا على مفهوم الاستضافة كممارسة عملية وتأملية في الوقت نفسه، من خلال توفير مساحات يجتمع فيها الأشخاص للتعلّم وتبادل الخبرات والعمل المشترك. نعمل عبر تخصصات مختلفة لربط الأشخاص والقصص والصراعات، لا سيّما حول قضايا الأرض والبيئة والسيادة. بدلاً من التركيز على النتائج الثابتة، نحرص على التحلّي بالانفتاح والمرونة، مما يتيح للأفكار والشراكات أن تتطور بشكل طبيعي مع مرور الوقت.
من خلال التجمعات الصغيرة وعروض الأفلام والحوارات المشتركة، نختبر دور الممارسة الثقافية في تعزيز الرعاية، وإعادة تشكيل السرديات، ودعم الاستجابات الواقعية للتحديات البيئية والسياسية. نولي اهتماماً باللامركزية، عبر توفير أدوات ومجموعات إعلامية وموارد مفتوحة المصدر تمكّن الآخرين من التنظيم والعمل بشكل مستقل في سياقاتهم الخاصة. تساعدنا حلقات التأمل المنتظمة على التعلّم من هذه المشاريع والأماكن المختلفة، بما يضمن انتقال المعرفة وتكيّفها مع السياقات المختلفة. وباعتبار عملنا سلسلة من التجارب الصغيرة الموجهة بأسئلة التعلّم، نسعى إلى فهم كيفية دعم المبادرات المجتمعية، وربط الجهود عبر المناطق المختلفة، والحفاظ على الزخم خارج حدود المشاريع الفردية.
الإبداع المشترك وتبادل المعرفة
تجربة نماذج حيّة ومتكيّفة للتعلّم الجماعي والإنتاج الثقافي والتضامن البيئي. كيف يمكن أن تتحول الاستضافة إلى شكل من أشكال التعلّم الجماعي والمحلي؟ هل يمكن للسينما المجتمعية والممارسات المكانية والسيادة الغذائية أن تتقاطع وتشكّل مستقبلاً مشتركاً؟ وما هي نماذج الاستضافة والتعاون التي من شأنها أن تدعم العمل الثقافي القائم على أسس بيئية والمرتكز على عوامل سياسية ملحّة؟
التعاون العابر للتخصصات
تيسير الشراكات بين الفنانين والمزارعين لتطوير حلول إبداعية تهدف إلى إدارة الأراضي المستدامة وإنتاج الغذاء المحلي. تركز هذه الفعاليات على السيادة الغذائية كوسيلة للمقاومة الجماعية والخيال المشترك.
أثناء تنفيذ هذه التجربة، نطرح على أنفسنا أسئلة تعلّمية أساسية:
- نقل المعرفة: كيف نشارك الأدوات والأساليب بطرق مرنة ومتاحة في سياقات متنوعة؟
- توسيع الأثر: كيف نعزز تبادل المعرفة المترسخة، بحيث تتطور الممارسات بشكل طبيعي مع الحفاظ على قيم الاستدامة والشمولية والتعاون؟
- التعلّم التشاركي: كيف نخلق مساحات تعلّم متبادلة حيث تكون مشاركة المعرفة عملية متبادلة تمكّننا من التعلم من فاعلين آخرين، وفي الوقت نفسه تمكينهم من البناء على عملنا ونشره؟
تعرّفوا إلى الفريق
خضر هي مجموعة فنية أسّستها نورا الخصاونة وأريج حنيطي، وتعمل ضمن “قولوا بسم الله”، فضاء فني في وسط مدينة عمّان يستضيف مشاريع تعاونية وتجارب فنيّة وفرص تعلّمية جماعية عبر تخصصات متعددة.
تتفاعل خضر مع العناصر الحيّة وغير الحيّة، إذ تعمل مع الفنانين والباحثين والمواد كمتعاونين لاستكشاف عمليات إبداعية بديهية ومتداخلة، تستجيب للتحديات البيئية والسياسية العاجلة.
من إعادة تأهيل المساحات العامة إلى التجهيزات الفنية والتعاونات طويلة الأمد، تنظّم خضر لقاءات يومية لطيفة تحيي التجانس بين الجسد والأرض والخيال الفني.
تشمل مشاريعها الأخيرة “إحياء مزارع غزة” الذي تم تطويره مع المجموعة العربية لحماية الطبيعة والذي يركّز على السيادة الغذائية ومقاومة استخدام الغذاء كسلاح في غزة.
يتّسم عمل خضر بالبطء والعفوية والخيال الجماعي، ويدعو إلى بلورة أشكال مبتكرة تفتح آفاقاً جديدة للتفاعل مع المكان، والبيئة، ومع بعضنا البعض.